--------------------------------------------------------------------------------
الطلق الصناعي متى ولماذا ؟ ؟
(د.نجاح محمد صالح إستشاري أمراض النساء والولادة)
إن تحريض الولادة هو وسيلة أو محاولة لتوليد الحامل في وقت لا يكون لديها آلام وضع، وهو إما قبل موعد ولادتها أو بعد مرور الوقت المحدد لولادتها لأسباب يشرحها الطبيب.
من اللازم شرح أسباب تحريض الولادة لكل حامل وكيفيته. معظم حالات التحريض تكون بسبب تعدي الحامل وقت وضعها الأصلي، ويكون في العادة من 7 ايام إلى 12 يومًا من موعد الولادة الأصلي وهي فترة مدروسة بدقة، والغرض منها هو أنه بعد مرور موعد الولادة الأصلي يقف نمو المشيمة وتتكلس، من ثم يقل عملها في تنقية الدم من المواد الضارة وتوزيع الغذاء المناسب للجنين، وهو ما يؤثر في بعض الأحيان على حياة الجنين.
أما بالنسبة للتحريض المبكر يكون بين 38 أسبوعًا و40 أسبوعًا، ففي هذه الحال يكون لأسباب عدة منها:
ـ حدوث سكر الحمل: وهو إما أن يعالج بالحمية أو الإنسولين، فإذا كانت الحمية كافية فعادة ننصح بالتحريض عند 40 أسبوعًا. أما إذا كانت الحمية غير كافية ويجب استخدام الإنسولين، فعندئذ إذا كان تحليل سكر الدم طبيعيًا نقوم بعملية تحريض الولادة بين 38 أسبوعًا و39 أسبوعًا.
-ارتفاع ضغط الدم: وفي هذه الحالة لا نقوم بعملية تحريض الولادة إلا إذا كان ارتفاع ضغط الدم شديدًا جدًا، مع وجود زلال في البول، ويصاحب ذلك أعراض ارتفاع ضغط الدم "زغللة في العين، آلام في الجزء العلوي من البطن، وفي بعض الأحيان تشنجات في الحالات الخطيرة". وفي العادة نقوم بتنويم المريضة لغرض تخفيض ضغط الدم في عملية التحريض في الوقت نفسه.
ـ نقص نمو الجنين: وهنا نشخص نقص نمو الجنين بالفحص السريري، بالإضافة إلى استخدام الأشعة الصوتية. ويكون نقص النمو لمرض في الأم أو في المشيمة أو في الجنين نفسه. ولا نستطيع تشخيص السبب الرئيس لهذا النقص بمجرد الفحص السريري أو حتى الأشعة الصوتية لحين خروج الجنين للحياة.
إن تحريض الولادة بسبب نقص في نمو الجنين لا نستطيع تحديد موعد له، ففي البداية نقوم بتنويم الحامل لإجراء الفحوصات اللازمة مع عمل تخطيط للجنين لمعرفة نشاطه في داخل الرحم، ومن ثم نقوم بإعطاء الأم الإبر "الأدوية اللازمة" لمساعدة رئة الجنين على النمو، إذا كان التحريض قبل "34 أسبوعًا". بعدها نحدد موعدًا مناسبًا للتحريض، إلا في بعض الأحيان قد يكون هناك خطر على بقاء الجنين داخل رحم الأم، عندها يكون من واجبنا العمل على توليد هذا الطفل في وقت غير محدد له.
ـ أمراض باطنية متنوعة: هناك بعض الأمراض التي تصيب الحامل سواء قبل الحمل أو في أثناء، وهذه بعض الأمثلة: الذئبة الحمراء، وأمراض الكلى، وأمراض القلب، أو بعض الأمراض السرطانية "كسرطان الثدي، أو الغدة الدرقية...إلخ". وفي هذه الحالة يتم التنسيق بين أطباء الباطنة والنساء والولادة من حيث الوقت الملائم للتنويم والمتابعة، ومن ثم تحريض الولادة.
أما عن كيفية إجراء التحريض فيكون بأوجه عدة، ويعتمد ذلك على الفحص المهبلي للحامل:
1- ويكون عن طريق التحاميل المهبلية وقد تحتاج الى أكثر من واحدة حسب استجابة عنق الرحم.
2- تحريض الولادة عن طريق فتح الغشاء الأمينوسي، ويجرى في غرفة الولادة.
3- تحريض الولادة عن طريق الوريد باستخدام طلق صناعي خاص. وفي هذه الحالة يجب أن يتم في غرفة الولادة.
من الضروري قبل عملية التحريض ( الطلق الصناعي ) التأكد من عدم وجود ما يمنع الولادة الطبيعية مثال ذلك ضيق في الحوض أو نزول المشيمة عن الوضع الطبيعي أو أكثر من عمليتين قيصريتين.
إن عملية التحريض على الولادة كثيرة الحدوث للأسباب المذكورة أعلاه وقد رأينا أن من واجبنا توعية النساء الحوامل للتأكد من أنه عندما يطلب منها الموافقة على الطلق الصناعي فإن ذلك لمصلحتها ومصلحة الجنين حتى ينعم الجنين والأم بصحة جيدة إن شاء الله .
بعكس الاعتقاد الشائع فإن الحمل لا يتطلب منك أن تأكلي أكثر من اللازم، بل يجب أن تهتمي بالأنواع الهامة أكثر من الكميات، ومن المفروض أن يكون الطعام الذي تتناوله الحامل يتكون من عناصر متوازنة حتى تمدها بالطاقة اللازمة، وكذلك تمد الجنين بالعناصر اللازمة لنموه الصحيح، ويتراوح عدد السعرات الحرارية اللازمة للحامل ما بين 2600 إلى 2800 سعر حراري يوميًّا، ولا بد أن يتكون الغذاء من نشويات، وبروتينيات، ودهون، ولكن بنسب
معينة حتى يتحقق التوازن المطلوب.
--------------------------------------------------------------------------------
ماذا عن تغذية الحامل ؟
وإليك هذه النقاط الهامة بالغذاء الصحي للحامل :
ينبغي أن تكون الزيادة في وزن الحامل تدرجية ومنتظمة خلال التسعة أشهر من الحمل ومتوافقة مع حاجيات الأم والجنين بدلاً من أن تكون كبيرة مفاجئة وغير منتظمة . ومن المتفق عليه هو أن لا تتجاوز الزيادة في وزن الحامل خلال فترة الحمل 12 كغ .
حاولي اختيار الأطعمة قليلة الدسم كالدجاج منزوع الجلد ، الحليب قليل الدسم ، لان ذلك يحميك من زيادة الوزن فوق المعدل المطلوب.
إذا كنت تعانين من الوحم في الشهور الأولى فهذا أمر طبيعي ، فقط أحرصي على تناول كميات بسيطة ومتكررة من الطعام لتجنب الغثيان وضمان تناول غذاء كافي لك ولجنينك ، وإتباعك للإرشادات التالية يساعدك على تناول الغذاء الصحي المتوازن والمناسب لك :
- إحرصي على إختيار الأطعمة الطازجة بدلاً من المحفوظة .
- إحرصي على أن تكون وجباتك الغذائية متوعة وغنية بالحليب ومشتقاته ، واللحوم والدواجن والأسماك فهي بمثابة حجر البناء للتغذية .
- تناولي الفاكهة الطازجة والحبوب الكاملة فهي تمكنك من سد حاجتك من الفيتامينات والأملاح والألياف.
- تناولي الخضروات ذات الأوراق الخضراء والكبد بإعتبارها مصادر جيدة للحديد الذي يعد المكون الأساسي للتركيب الصحيح لكريات الدم الحمراء .
- أكثري من شرب السوائل كالماء والحليب وعصير الفواكه الطازجة وذلك للحفاظ على نظارة بشرتك ، ولتنقية كليتك وحتى يتخلص جسمك من الأملاح الزائدة هذا بالإضافة الى أنها تفيد من الإصابة بالإمساك ، على أن تتجنبي المشروبات الغازية والعصير المحلى إصطناعياً.
- قللي من تناول الشاي والقهوة حتى لا ينتقل الكافيين الى الجنين عبر المشيمية فيؤثر على وزنه ونموه .
- تناولي الكثير من الأطعمة المحتوية على الكالسيوم كالحليب ومشتقاته بالإضافة للأسماك لأنها مفيدة لحماية صحتك وصحة جنينك ، فالكالسيوم يساعد على نمو عظام الجنين .
- قللي من تناول الملح إذ أن هناك علاقة بين الإكثار من تناوله وبعض مشاكل الحمل كالتورم المفرط ، وإحتمال حدوث تشنج الحمل الناتج عن إرتفاع في ضغط الدم.
- تناولي أقراص الحديد وحامض الفوليك بإنتظام وتحت إشراف الطبيب لانها مفيدة لصحتك وصحة الجنين .
--------------------------------------------------------------------------------
ماذا تعرف عن ضربة الشمس ؟
(د.فراس توفيق أخصائي الطوارئ قسم الطوارئ)
قبل أن نتحدث عن ذلك دعنا نقف لحظة لنرى كيف يقوم جسم الإنسان بالمحافظة على حرارته ، فكما تعرف فإن الإنسان يعتبر من ذوي الدم الدافئ ، أي أن جسمه يحافظ على درجة جرارة معينة وهي 37 درجة مئوية . وجسمنا يقوم بهذا دون تدخل منا وذلك بعدة طرق نذكر منها عاملين مهمين هما :
1- يقوم الجسم بتغيير كمية الدم المتدفق الى الجلد ففي حالات أرتفاع الحرارة تزداد كمية الدم المتدفق الى الجلد لتساعد على فقدان الحرارة من الدم عبر الجلد. أما في حالات إنخفاض الحرارة فإن الأوعية الدموية في الجلد ستتقلص وتدفع الدم الى الأنسجة العميقة لتحافظ على الحرارة من الإنخفاض.
2- العرق : يفرز من غدد عرقية والهدف من إفرازه هو أنه يقوم بأخذ الحرارة من الجسم لكي يتبخر وبالتالي يؤدي الى إنخفاض الحرارة .
والآن لنرى ماذا يجري للشخص الذي يعمل أو يلعب في جو حار ورطب . تقوم الأوعية الدموية في الجلد بالتوسع ويزداد تدفق الدم الى الجلد مما يؤدي الى نسبة أقل من الدم الى الأنسجة العميقة والعضلات . كذلك يقوم الجسم بأفراز العرق لكن وبما أن الجو المحيط بالشخص مشبع بالماء بسبب إرتفاع الرطوبة لذا لا يتمكن العرق من التبخر ولا تنخفض حرارة الجسم لذا يتم إفراز كميات أكبر من العرق ودون جدوى مما يسبب فقدانه لكميات كبيرة من السوائل والأملاح .
تتجسد أعراض أمراض الحر بثلاثة مراحل هي :
1- التقلصات الحرارية : وتحصل بسبب فقدان كميات بسيطة نسبياً من السوائل والأملاح ويشكو فيها المصاب من آلام وتقلصات في عضلاته الهيكلية .
2- الأعياء الحراري : ويحصل بسبب فقدان كميات أكبر من السوائل والأملاح ويشكو فيها المصاب من أعياء شديد وتقلصات عضلية ولكن حرارة جسمة تبقى طبيعية .
3- ضربة الشمس : أو الصدمة الحرارية : وهي حالات متقدمة بسبب فقدان كميات كبيرة جداً من السوائل والأملاح بالإضافة الى إرتفاع حرارة الجسم وهي أخطر الحالات قد تؤدي الى أزمة قلبية أو فشل كلوي أو الجلطة الدماغية وقد تؤدي الى الوفاة مالم يتم علاجها بصورة صحيحة وسريعة .
إذاً ماذا يجب علينا أن نفعل لتجنب ضربة الشمس ؟
1- تجنب العمل أو اللعب أو المشي في الجو الحار لفترات طويلة .
2- في حالة الإضطرار، يجب تناول كميات كبيرة من الماء تتناسب مع كمية السوائل المفقودة من جسمنا.
3- في حالة ظهور أعراض التقلصات الحرارية أو الأعياء الحراري ، التوجه فوراً لقسم الطوارئ والحوادث أو طلب الإسعاف إذا كانت الحالة متقدمة.
تمتعوا بالصيف بأمان.
--------------------------------------------------------------------------------
عيونك والصيف
(د.مصطفى الهاشمي أخصائي عيون)
يقبل فصل الصيف الذي ينتظره الجميع وذلك لينالوا قسطاً وافراً من الإجازة وينسى الجميع متاعب عام مضى ، وواجبنا هو حماية عيونك حتى تستمتع بالصيف دون متاعب .
حيث أنه في فصل الصيف ترتفع نسبة الإصابة بإلتهاب الملتحمة وكذلك الإصابة بحساسية العين .
وينقسم إحمرار العين الى :
* إلتهاب الملتحمة ( الرمد الصديدي والجيبسي والإلتهابات الفيروسية )
* حساسية العين ( الرمد الربيعي )
1- التهاب المتلحمة ( الرمد):
هو عبارة عن إلتهاب الغشاء المبطن للجفن والمنعكس على العين ، يشتكي المريض من إحمرار العين ودموع وكثرة إفرازات وإلتهاب الجفون بعضها ببعض وذلك بسبب زيادة درجة الحرارة وتكاثر الذباب الذي ينقل العدوى وزيادة الرطوبة والتعرض للغبار والأثربة ويتوجب على المصاب بالرمد مراجعة طبيب العيون المختص وذلك لعمل مسحة من الملتحمة حتى يتبين نوع الميكروب ويتسنى إعطاء الدواء المناسب للحالة .
وللوقاية يجب عدم إستعمال حاجيات الأشخاص المصابين والإهتمام بالنظافة الشخصية والتخلص من الفضلات والقضاء على الذباب .
2- الرمد الربيعي :
ويحدث نتيجة حساسية ملتحمة العين لبعض المؤثرات غير المعروفة على وجه التحديد ولكنها ترتبط بحرارة الجو وإنتشار الأتربة في أواخر الربيع وبداية الصيف.
وأهم أعرض حاسية العين ( الرمد الربيعي ) هو إحمرار العين وزيادة إفراز العين وكذلك الشعور بوجود جسم غريب .
العلاج :
- كمادات الماء البارد.
- القطرات المحتوية على الكورتيزون.
- إستخدام النظارت الشمسية .
وهنا يجدر الإشارة الى ظاهرة خطيرة إنتشرت في الأونة الأخيرة وهي النظارات الشمسية الغير مطابقة للمواصفات الصحية .
حيث أنه يجب أن يتوافر في النظارة الشمسية بعض الشروط أهما :
وجود مرشح للأشعة فوق البنفسية ويكون لها خاصية الإستقطاب التي تمنع الأشعة المنعكسة من الأسطح المستوية من الدخول الى العين .
ولا يوجد علاقة للون النظارة أو شكلها بهذه الخصائص .
وبعض النظارات الشمسية الداكنة التي لا تمنع الأشعة الضارة ( الفوق بنفسجية - تحت الحمراء ) من الدخول الى العين قد يكون ضررها أكثر من نفعها حيث أنها تتسبب في توسع الحدقة وهذا ما يؤدي الى دخول الأشعة بصورة أكبر.
يجب التنويه : أنه لا يجب إستخدام أي علاجات إلا بوصفة من الطبيب المختص حيث أن الإستخدام الدائم لبعض القطرات قد يؤدي الى الإصابة بالمياه البيضاء (الساد) أو ارتفاع ضعط العين ( الزرق) وفقدان الإبصار .
اخيراً وليس بأخر عزيزي القارئ فإن الإهتمام بالنظافة الشخصية والمنزلية وإستخدام النظارات الشمسية المناسبة يضمن لك الإستمتاع بصيف هادئ بعيداً عن المشاكل !!!